الاندماج في المدرسة
المدرسة مساحة اجتماعيّة
تشكّل المدرسة مكاناً أساسيّاً للتحصيل العلميّ ومرحلة أوليّة للانخراط الاجتماعيّ. وبالرغم من إقرار قانون إلزاميّة التعليم للجميع، نرى الكثير من التلامذة يعانون من مشاكل دراسيّة، اجتماعيّة أو شخصيّة، ويعانون أيضاً من التهميش ومن ثقل النظام الدراسيّ، ممّا يعرّضهم أكثر من غيرهم الى خطر التسرّب المدرسيّ.
تعاني المدارس الرسميّة حاليّاً من نقص في الوسائل التي تدعم الاندماج الاجتماعيّ لأولئك التلامذة وتزيد من فرص نجاحهم. هذا النقص يشكّل أوّل خرق لمبدأ الفرص المتكافئة، ويؤثّر سلباً على آليّة الاندماج.
ابتداءً من كانون الثاني 2007، أرست الحركة الاجتماعيّة برنامجاً يقدّم الدعم المدرسيّ ويساهم في تأمين الاندماج الاجتماعيّ للتلميذ، وذلك ضمن 16 مدرسة رسميّة منتشرة في كافة الأراضي اللبنانيّة. وفي الوقت عينه، تعمل الحركة الاجتماعيّة الى جانب البلديّات من أجل تفعيل النظام الدراسيّ وتأمين الوسائل اللازمة للمدارس لكي تتمكّن من لعب دورها كاملاً. تتابع الحركة الاجتماعيّة اليوم تنفيذ هذا البرنامج في 8 مدارس رسميّة.
الدعم المدرسيّ
كلّ يوم، وبعد انتهاء الدوام المدرسيّ يستقبل تلامذة الصفوف الرابع أساسيّ والثامن أساسيّ مناوبةً، المربّين التابعين للحركة الاجتماعيّة في إطار برنامج الدعم المدرسيّ. مع العلم أنّ هذين الصفّين هما من أهمّ ركائز المسيرة الدراسيّة، لذلك يتولّى الفريق التربويّ في الحركة الاجتماعيّة المتابعة الفرديّة لكلّ تلميذ بهدف الإصغاء الى حاجاته وتلبيتها.
دعم للاندماج
تنشط الحركة الاجتماعيّة على مدار السنة الدراسيّة، من أجل حثّ التلميذ على التفاعل ضمن مدرسته ومجتمعه وذلك عبر بنىً تربويّة مختلفة، ومنها نادي المواطنيّة: حيث يتأسّس التلامذة على مبدأ الشراكة ويناقشون بشكل عام معضلات الحياة الاجتماعيّة. بعدها شيئاً فشيئاً، تتحدّ هذه الأندية بهدف تقديم مشروع "مواطنيّ" يبادر الى تحسين الحياة في المدرسة أو في الحيّ حيث هم متواجدون. وأخيراً تتحوّل هذه الأندية في كلّ منطقة الى قواعد مشتركة، تتكوّن على أساسها علاقات تفاعل وتبادل ما بين مختلف الخلفيّات الثقافيّة التي ينتمي إليها الأولاد.
تتابع الحركة الاجتماعيّة التلامذة على الصعيدين الاجتماعيّ والنفسيّ، كما تعرض لهم عبر مكتب استشاريّ، الاختصاصات المهنيّة والجامعيّة المتوفّرة في لبنان بغية مساعدتهم على اختيار الاختصاص المناسب مستقبلاً. هذا بالإضافة الى تفعيل دور لجنة الأهل والتلامذة المساندين في المدرسة من أجل دعم الطالب الذي يعاني من مشاكل.
كذلك تعمل الحركة الاجتماعيّة بنظام المدرسة الصيفيّة التي تشكّل نقطة تلاقٍ ما بين التلامذة تجمعهم في إطار مسلٍّ يضمّ الثقافة والترفيه.
العمل مع البلديات من أجل الحدّ من التسرّب المدرسيّ
تسعى الحركة الاجتماعيّة الى تفعيل دور البلديّات في السياسات التربويّة. وقد تمّ إنشاء لجنة تمثيليّة دائمة في كلّ بلديّة للحدّ من التسرّب المدرسيّ، ضمّت أبرز الناشطين في المجتمع المحليّ. وقد تمكّنت كلّ لجنة من عرض الأسباب المؤديّة الى التسرّب المدرسيّ في منطقتها، وذلك خلال منتدىً أقامته الحركة الاجتماعيّة لهذه الغاية. هذا بالإضافة الى بناء تحالف ما بين هذه اللجان مجتمعةً لتبنّي قضيّة الشباب المتعسّر والمثابرة من أجل تثبيت خطّة وطنيّة من شأنها النهوض بالقطاع التربويّ.
|